الوزير الأول: ثقتنا كبيرة في إسهام العلماء في تسوية النزاع بالسودان وفي تجفيف منابع التطرف بدول الساحل
أكد معالي الوزير الأول السيد محمد ولد بلال مسعود، أن تقدم الأمم والشعوب والحضارات رهينٌ بالأدوار التي تقوم بها الفئات النخبوية المؤثرة وعلى رأسها العلماء والحكماء والمفكرون وقادة الرأي المستنير،.
وقال في كلمته لدى افتتاح أعمال الملتقى التشاوري لعلماء الساحل والسودان، اليوم الاثنين بقصر المؤتمرات بنواكشوط، إن المسؤولية الملقاة على عاتق العلماء كبيرة جدا، ابتداء من تعليم الناس شؤون دينهم، مرورا بالمحافظة على أمانة النصوص الدينية وصحة تأويلها، وانتهاءً بتصحيح المفاهيم الملتبسة والمبادرة إلى الإصلاح بين الناس في اللحظات الحرجة التي تمر فيها المجتمعات المسلمة أو الإنسانية بخطر الفتن والحروب.
وخاطب معالي الوزير الأول المشاركون في الملتقى قائلا: “ثقتنا كبيرة في أهمية ما ستتوصلون إليه من توصيات من شأنها أن تسهم في الصلح بين أطراف النزاع في دولة السودان الشقيقة وفي تجفيف منابع التطرف في دول الساحل”.
وفيما يلي نص الكلمة:
“السادة والسيدات معالي الوزراء،
معالي الشيخ العلامة عبدالله بن بيه،
السيد الوالي،
السيدة رئيسة جهة نواكشوط،
السادة أصحاب المعالي والسعادة،
السفراء ورؤساء البعثات الديبلوماسية المعتمدة في بلادنا،
السادة والسيدات ممثلي المنظمات الدولية،
السادة أصحاب السماحة والفضيلة العلماء،
السادة والسيدات،
أيها الحضور الكريم،
يسعدني ابتداء، أن أرحب بكم جميعا باسم فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على أرض الجمهورية الإسلامية الموريتانية حيث التسامح سجية مجتمع ومبدأ أصيل لا يتغير، تأسيسا على الإيمان بأن التعايش والتعاون وتعزيز أواصر المحبة وتقوية جسور التواصل والعمل العربي والإفريقي المشترك، عوامل بها يستتب السلم وتصان الدماء وتنعم الشعوب بالأمن والأمان، فأهلا وسهلا بكم في بلدكم، موريتانيا.
كما يسرني أن أتوجه بالشكر الجزيل لصاحب الفضيلة والسماحة معالي الشيخ العلامة المجدّد عبد الله بن بيه، رئيس منتدى أبوظبي للسلم، على جهده المشهود وسعيه المحمود في حقن الدماء واستقرار الأوطان وتعزيز السلم في إفريقيا والعالم أجمع.
أيها السادة والسيدات.
لا شك أن تقدم الأمم والشعوب والحضارات رهينٌ بالأدوار التي تقوم بها الفئات النخبوية المؤثرة في تلك المجتمعات وعلى رأسها العلماء والحكماء والمفكرون وقادة الرأي المستنير، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن العلماء ورثة الأنبياء).
انطلاقا من هذا الحديث الشريف وتأسيسا عليه، فإن المسؤولية الملقاة على عواتقكم أيها العلماء كبيرة جدا، ابتداءً من تعليم الناس شؤون دينهم، مرورا بالمحافظة على أمانة النصوص الدينية وصحة تأويلها، وانتهاءً بتصحيح المفاهيم الملتبسة والمبادرة إلى الإصلاح بين الناس في اللحظات الحرجة التي تمر فيها المجتمعات المسلمة أو الإنسانية بخطر الفتن والحروب.
أيها السادة والسيدات
بعد تنويهي بحسن اختياركم لبلادنا كمكان لهذا الملتقى لا يسعني إلا أن أنوه أيضا بعنوان هذا الملتقى المناسب لظرفه الزماني، فاختياركم للآية الكريمة (وأصلحوا ذات بينكم) يأتي في ظرف تعيش فيه دولة السودان الشقيقة صراعا عنيفا بين أبناء الوطن الواحد وتشهد فيه بعض المناطق في دول الساحل اضطرابات أمنية خطيرة، لذلك فهو اختيار موفق.
إن الجمهورية الإسلامية الموريتانية تقف إلى جانب السودان الشقيق في هذه المحنة المؤلمة التي يمرُّ بها، وتدعم كل الجهود الإفريقية والعربية والدولية لرأب الصدع واستعادة السكينة والسلام.
وفي هذا المقام نؤكد ونجدد دعوة صاحب الفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني التي أطلقها في القمة العربية الثانية والثلاثين المنعقدة في جدة، إلى بذل كل الجهود الممكنة لوقف الأعمال القتالية بشكل دائم وفَعَّال في جمهورية السودان والسعي إلى خلق ظروف مناسبة لتقديم الدعم الإنساني والتأسيس لحل سياسي شامل في هذا البلد الشقيق.
وفي سياق الحديث عن الساحل يقوم فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني منذ توليه الرئاسة الدورية لمجموعة دول الساحل بجهود كبيرة لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية التي تواجهها المنطقة.
كما أنوه هنا بالتعاون بين بلادنا ودولة الإمارات الشقيقة في محاربة الغلو والتطرف، ودعم الاستقرار والتنمية، ويعتبر المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم أحد ثمار هذا التعاون الذي يجمع كلّ سنة قادة وعلماء وباحثي ونشطاء المنطقة من أجل نشر ثقافة السلم والتسامح في المنطقة، وبهذه المناسبة أشيد بالدور الريادي العالمي الذي يلعبه الأشقاء في أبوظبي من أجل نشر قيم السلم و الاعتدال.
السادة والسيدات
في الختام أعلن باسم الله افتتاح أعمال الملتقى التشاوري لعلماء الساحل والسودان، وثقتنا كبيرة في أهمية ما ستتوصلون إليه من توصيات من شأنها أن تسهم في الصلح بين أطراف النزاع في دولة السودان الشقيقة وفي تجفيف منابع التطرف في دول الساحل.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”.