مخلفات الأمطار في أكجوجت بين سرعــة التدخـل وتنـــوع مجالاتـه. اكجوجت,16/09/2020

شهدت ولاية انشيري خلال الأيام الماضية تساقطات مطرية معتبرة، وصلت حدود(90) ملم في قرية (اللويبدة)، مما أدى إلى تدفق المياه باتجاه مدينة اكجوجت نتيجة انهيار الحواجز الرملية.

وتسببت الامطار المذكورة في خسائر متفاوتة من بينها عرقلة حركة المرور وسقوط بعض المباني السكنية والأعرشة، وذلك نتيجة لغياب الصرف الصحي، إلا أن سرعة تدخل السلطات الإدارية والأمنية والعسكرية مكن من احتواء معاناة المواطنين وخفف من حدتها من خلال تعميق مفهوم التضامن وتقوية اللحمة الاجتماعية في مواجهة الأخطار.

ولتسليط الضوء على هذا الحدث وما رافقه من تدخلات وإجراءات قام مكتب الوكالة الموريتانية للأنباء بإجراء عدة لقاءات مع عدد من المسؤولين في الولاية تمكنت من خلالها من رصد وضعية المدينة أثر التساقطات المطرية التي عاشتها المنطقة.

وفي هذا السياق، أوضح الوالي المساعد لولاية إنشيري السيد محمد نوح ولد الشيخ إبراهيم أن السلطات الإدارية والأمنية والعسكرية تدخلت بشكل سريع، حيث واكبت العملية منذ لحظاتها الأولى، إذ تمكنت من الوصول إلى النقطة الفاصلة بين حي( لمكيزرة) وحي (أدباي) في حدود العاشرة والنصف من ليلة الأحد من أجل إنقاذ أرواح تسعة مواطنين كانوا عالقين في المياه، مشيرا إلى أن عملية الإنقاذ تمت في حدود الثالثة صباحا بتعليمات مباشرة من وزير الداخلية واللامركزية السيد محمد سالم ولد مرزوك الذي كان يتابعها عن كثب.

وأضاف قمنا بعد ذلك بجولة ميدانية في أحياء المدينة للوقوف على حجم الأضرار، وخصوصا حي (أدباي) وحي(امكيزيره) وحي(دار البركة)، حيث كانت هذه الأحياء مغمورة بالمياه بشكل تام، مما أدى إلى خروج المواطنين منها إلى العراء، مؤكدا أنه تم تشكيل لجنة فنية على جناح السرعة لتسجيل الخسائر وتحديد الأسر المتضررة، حيث تم تسجيل (109) أسرة متفاوتة الأضرار من بينها تسعة أسر سقطت منازلهم، في حين غمرت مياه الأمطار منازل الأسر المتبقية.

وأوضح الوالي المساعد أن تدخل الحكومة جاء في الوقت المناسب، حيث وصل مفوض الأمن الغذائي خلال 48 ساعة من التساقطات المطرية،وقام بجولة في المدينة مكنته من الوقوف على الخسائر وقام بعد ذلك بتقسيم بعض المساعدات على المتضررين شملت تقديم بعض المواد الغذائية وخيام مجهزة ومواد تعقيم.

وأوضح الوالي المساعد أن هناك ارتياح كبير في صفوف المواطنين لسرعة التدخل الذي قامت به السلطات الإدارية والأمنية والعسكرية والجهوية في الولاية، مشيرا إلى أن المواطنين ينوهون أيضا بسرعة استجابة الحكومة ممثلة في مفوضية الأمن الغذائي، فضلا عن إرسالها لثلاث بعثات فنية تابعة لوزارات التجهيز والإسكان والتنمية الريفية للمساعدة في معالجة التحديات التي خلفتها الأمطار، مثل إصلاح السدود وترميم المباني وإعادة تأهيل الطرق.

وبين أن رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني يولي اهتماما كبيرا للمواطنين، موضحا أن ذالك تجسد في سرعة مواكبة الحدث، وسرعة تدخل الحكومة لأن الغاية هي حماية المواطنين أينما كانوا، وتحت أي ظرف كان.

وبدوره، أكد المندوب الجهوي المساعد للأمن المدني بولاية إنشيري المفتش محمد أميليد أن فرق الحالة المدنية واكبت العملية منذ بدايتها، حيث شاركت مع الجيش في إنقاذ وإجلاء المواطنين المتضررين وانتشالهم من خطر السيول، مبينا أن الإدارة المركزية في نواكشوط أوفدت فريقا لدعم جهود المندوبية مما ساهم تسريع وتيرة عملية شفط المياه عن الأحياء المغمورة.

وأضاف أن شركة نحاس موريتانيا وضعت تحت تصرفهم مضخة لشفط المياه، مطالبا بضرورة توفير سيارة ميدانية يتم من خلالها تحديد الأماكن وحجم الخسائر وتساعد في معرفة الأخطار والوسائل الضرورية للعمل.

وعبر السيد باب ولد اكريفيت رئيس حي أمكيزرة وشيخ محظرة الصفا عن ارتياحه الكبير لمستوى تدخل الدولة، مبينا أن المساعدات التي قدمتها للمتضررين خففت من معاناتهم وساعدتهم في مواصلة حياتهم بشكل اعتيادي.

ومن جانبها أوضحت خديجة بنت أحمد وهي مواطنة قاطنة في حي دار البركة أن المدينة تأثرت بشكل كبير من التساقطات المطرية الأخيرة، مشيرة إلى أن تدخل السلطة الإدارية والمفوضية ساعد في تخفيف الأضرار.

ومن حي الحدائق يقول سيدي أحمد ولد محمد إن الأمطار كانت غزيرة للغاية وسببت خسائر جسيمة في الممتلكات إلا أن الدولة كانت سريعة التدخل والفرق الفنية كانت يقظة في مواجهة التحديات، مطالبا بضرورة استحداث صرف صحي متكامل وبناء سدود فعلية لوقاية المدينة من مخلفات الأمطار في المستقبل.

تقرير/محمد ولد اسماعيل- باب ولد بوخير

...
...